للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مما انتزعه منه (١)، أي أن الصبر عوض عن كل ما يفقده الإنسان من متاع الحياة الدنيا.

١٧ - ويقول الماوردي: إن من حسن التوفيق وأمارات السعادة: الصبر على الملمات، والرفو (٢) عند النوازل، وبه نزل الكتاب وجاءت السنة، ... فنزل الكتاب بتأكيد الصبر فيما أمر الله به وندب إليه، وجعله من عزائم التقوى فيما افترضه وحث عليه (٣).

١٨ - ويقول أبو طالب المكي: ... ومن الصبر حبس النفس على التقوى، والتقوى اسم جامع لكل خير، فالصبر معنى داخل في كل بر، فإذا جمعهما العبد فهو من المحسنين، وما على المحسنين من سبيل، ومنه قوله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} (٤). (٥).

ويقول: التقوى والصبر معنيان، أحدهما منوط بالآخر، لا يتم كل واحد منهما إلا بصاحبه، فمن كانت التقوى مقامه كان الصبر حاله، فصار الصبر أفضل الأحوال من حيث كانت التقوى


(١) المرجع السابق، ص. ٣. والمنبجي، تسلية أهل المصائب، ص ١٩٣.
(٢) أي السكون والهدوء والطمأنينة، من رفوت الرجل إذا سكنته. انظر ابن منظور، لسان العرب، مادة (رفأ).
(٣) أدب الدنيا والدين، ص ٢٧٦.
(٤) سورة يوسف الآية ٩٠
(٥) قوت القلوب، ج ١ ص ١٩٦.