للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعلى المقامات، إذ الأتقى هو الأكرم عند الله تعالى، والأكرم على الله تعالى هو الأفضل (١).

ويقول: قد شرف الله تعالى الصبر بأن أضافه إليه بعد الأمر به، فقال تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ} (٢)، وقال: {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (٣). (٤).

ويقول أيضا: اعلم أن الصبر سبب دخول الجنة وسبب النجاة من النار، لأنه جاء في الخبر أن الجنة حفت بالمكاره، وحفت النار بالشهوات، فيحتاج المؤمن إلى صبر على المكاره ليدخل الجنة، ويحتاج إلى صبر عن الشهوات لينجو من النار (٥).

ويقول كذلك: الصبر مقام أولي العزم من الرسل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقدوة بهم، وباهى الله تعالى بهم عباده، فقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (٦). . .، وجعل الله تعالى الصبر من العزائم في قوله: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٧). (٨).


(١) المرجع السابق، ج ١ ص ١٩٧.
(٢) سورة النحل الآية ١٢٧
(٣) سورة المدثر الآية ٧
(٤) المرجع السابق.
(٥) المرجع السابق، ج ١ ص ٢٠٠.
(٦) سورة الأحقاف الآية ٣٥
(٧) سورة آل عمران الآية ١٨٦
(٨) المرجع السابق.