للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عديدة، لعل من أهمها ما يلي:

أولا: تقوية باعث الدين: ويكون ذلك بأمور عدة:

أحدها: الإيمان بالله تعالى، فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه، فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم، وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر، فإن من باشر قلبه الإيمان بقيام الله عليه، ورؤيته له، وتحريمه لما حرم عليه، وبغضه له، ومقته لفاعله، وباشر قلبه الإيمان بالثواب والعقاب والجنة والنار، امتنع من أن لا يعمل بموجب هذا العلم (١).

ولذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن (٢)».

الثاني: إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع، ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة.


(١) ابن القيم، طريق الهجرتين، ص ٢٧٥.
(٢) رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه في كتاب الأشربة، الباب (١)، الحديث رقم ٥٥٧٨، ج ١٠ ص ٣٠. ورواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان، باب بيان نقصان الإيمان بالمعاصي، ج ٢ ص ٤١، ٤٢.