للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا إليه، ومخالفاته ومعاصيه وقباحه صاعدة إلى ربه، فملك ينزل بهذا، وملك يعرج بذاك، فأقبح بها من مقابلة (١).

الخامس: مشهد الغضب والانتقام، فإن الله سبحانه إذا تمادى العبد في معصيته غضب، وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء، فضلا عن هذا العبد الضعيف، فحري بالمسلم أن يحذر من غضب الله ويخاف نقمته وعذابه. وهذا الخوف من شأنه قمع الشهوات وتكدير اللذات المحرمة، فتتأدب الجوارح وتصير المعاصي المحبوبة عندها مكروهة.

السادس: مشهد الفوات، وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة، وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا، ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا. ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذي أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة، فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعاتها، تذهب الشهوة وتبقى الشقوة.


(١) عدة الصابرين، ص ٦٠.