للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأرض. والأول أعم للمعاني وأصح مع التأويل (١).

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعائه يوم أذاه أهل الطائف: «أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن يحل بي غضبك، أو أن ينزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك (٢)».

وأخرج البخاري بسنده من حديث ابن عباس قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد (٣)». . الحديث (٤).

قال ابن تيمية: النص في كتاب الله وسنة رسوله قد سمى الله نور السماوات والأرض، وقد أخبر النص أن الله نور، وأخبر أيضا أنه يحتجب بالنور فهذه ثلاثة أنوار في النص وقد تقدم الأول.

وأما الثاني: فهو في قوله: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} (٥) وفي قوله: {مَثَلُ نُورِهِ} (٦) وفيما رواه مسلم في صحيحة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق


(١) تفسير القرطبي ج ١٢ ص ٢٥٦، ٢٥٧.
(٢) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٠.
(٣) صحيح البخاري الجمعة (١١٢٠)، صحيح مسلم صلاة المسافرين وقصرها (٧٦٩)، سنن الترمذي الدعوات (٣٤١٨)، سنن النسائي قيام الليل وتطوع النهار (١٦١٩)، سنن أبي داود الصلاة (٧٧١)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٥٥)، مسند أحمد (١/ ٣٦٦)، موطأ مالك النداء للصلاة (٥٠٠)، سنن الدارمي الصلاة (١٤٨٦).
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية ج ٦ ص ٣٨٦، ٣٨٧.
(٥) سورة الزمر الآية ٦٩
(٦) سورة النور الآية ٣٥