للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهما متلازمان.

ثم إن الله تعالى ضرب مثل نوره الذي في قلوب المؤمنين بالنور الذي في المصباح، وهو في نفسه نور، وهو منور لغيره، فإذا كان نوره في القلوب هو نور، وهو منور، فهو في نفسه أحق بذلك، وقد علم أن كل ما هو نور فهو منور (١).

وقد قرر ابن تيمية وابن القيم والمحققون من أهل الحديث وأئمة السنة: أنه نور على الحقيقة، بل ذكر ابن تيميه أن الجهمية والمعتزلة أثبتا أنه نور ثم قال ابن تيمية: وأول هؤلاء المؤمنين بالله وبأسمائه وصفاته، رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال الذي عارض به المعترض فقال صلى الله عليه وسلم: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه (٢)» فأخبر أنه حجب عن المخلوقات بحجابه النور أن تدركها سبحات وجهه، وأنه لو كشف ذلك الحجاب لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه، فهذا الحجاب عن إحراق السبحات يبين ما يرد في هذا المقام.

فقد تبين أن جميع ما ذكر من الأقوال يرجع إلى معنيين من معاني كونه نور السماوات والأرض، وليس في ذلك دلالة على أنه


(١) مجموع فتاوى ابن تيمية ج ٦ ص ٣٩٢.
(٢) صحيح مسلم الإيمان (١٧٩)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٩٦)، مسند أحمد (٤/ ٤٠٥).