للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} (١) وهذا إخبار منه تعالى عما يقع يوم القيامة في العرصات من الأهوال المزعجة، والزلازل العظيمة، والأمور الفظيعة، وإنه لا ينجو يومئذ إلا من آمن بالله ورسوله، وعمل بما أمر الله، وترك ما عنه زجر. (٢).

وقاك القرطبي: قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ} (٣).

أي: نستضيء من نوركم .. قال المفسرون: يعطي الله المؤمنين نورا يوم القيامة على قدر أعمالهم يمشون به على الصراط، ويعطي المنافقين أيضا نورا خديعة لهم؛ دليله: {وَهُوَ خَادِعُهُمْ} (٤)، وقيل: إنما يعطون النور؛ لأن جميعهم أهل دعوة دون الكافر، ثم يسلب المنافق نوره لنفاقه، قاله ابن عباس. (٥).

وقال تعالى: {وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ} (٦).

قال ابن كثير: أي: لهم عند ربهم أجر جزيل، ونور عظيم يسعى بين أيديهم، وهم في ذلك يتفاوتون بحسب ما كانوا في الدنيا من الأعمال. (٧).


(١) سورة الحديد الآية ١٣
(٢) تفسير ابن كثير ج ٨ ص ٤١، ٤٢.
(٣) سورة الحديد الآية ١٣
(٤) سورة النساء الآية ١٤٢
(٥) تفسير القرطبي ج ١٧ ص ٢٤٥.
(٦) سورة الحديد الآية ١٩
(٧) تفسير ابن كثير ج ٨ ص ٤٩.