للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (١)، وقال: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} (٢)، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه «ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما (٣)»، ولهذا جعل الله تعالى لمواقيت العبادات أمارات كونية يشترك في معرفتها العام والخاص، الأمي منهم والعالم، رحمة بالناس وتيسيرا لهم ودفعا للحرج عنهم، من ذلك قوله تعالى في تحديد الصوم اليومي بدءا ونهاية: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} (٤).

وبين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بعمله وقوله، فقد ثبت عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أنه قال: «كنا في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، فلما غابت الشمس قال: " يا فلان انزل فاجدح لنا "، قال: يا رسول الله إن عليك نهارا، قال: " انزل فاجدح لنا "، قال: فنزل فجدح فأتاه به، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال بيده: " إذا غابت الشمس من هاهنا وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم " (٥)»، وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل


(١) سورة البقرة الآية ١٨٥
(٢) سورة الحج الآية ٧٨
(٣) صحيح البخاري الحدود (٦٧٨٦)، صحيح مسلم الفضائل (٢٣٢٨)، سنن أبي داود الأدب (٤٧٨٥)، مسند أحمد (٦/ ٢٨١)، موطأ مالك الجامع (١٦٧١).
(٤) سورة البقرة الآية ١٨٧
(٥) البخاري ٢/ ٢٤١ ط استانبول.