للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم أمره فأقام، ثم أمره فأقام العصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية، ثم أمره فأقام المغرب حين غابت الشمس، ثم أمره فأقام العشاء حين غاب الشفق، ثم أمره فأقام الفجر حين طلع الفجر، فلما أن كان اليوم الثاني أمره أن يبرد بالظهر فأبرد بها، فأنعم أن يبرد بها، وصلى العصر والشمس مرتفعة، أخرها فوق الذي كان، وصلى المغرب قبل أن يغيب الشفق، وصلى العشاء بعدما ذهب ثلث الليل، وصلى الفجر فأسفر بها، ثم قال: " أين السائل عن وقت الصلاة؟ "، فقال الرجل: أنا يا رسول الله، فقال: " وقت صلاتكم بين ما رأيتم " (١)»، إلى غير ذلك من الأحاديث المبينة تفصيل وقت الصلاة قولا وعملا، ولم ينط ذلك بسير النجوم ولا بقول علماء الفلك فضلا من الله تعالى وإحسانا ودفعا للحرج عن المكلفين من عباده.

وعلى هذا فالطريق الفطري السهل هو التعويل في معرفة أوقات الصلوات على ما نبه عليه الشرع من الأمارات الكونية التي تقدم بيانها؛ لكونه عاما يعرفه الحضري والبدوي من متعلم وغير متعلم، أما معرفة الأوقات عن طريق حساب سير النجوم فمع كونه تقريبيا لا يتيسر لكل أحد.


(١) الإمام أحمد ٣/ ٣٥١، ومسلم برقم (٦١٧)، والترمذي برقم (١٥٢)، والنسائي ١/ ٢٥٧.