للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الإسلام كانوا محصورين في هذه الجزيرة يخاف أحدهم من ذكر اسم كسرى وقيصر، وبعد الإسلام خرجوا من هذه الجزيرة مجاهدين في سبيل الله حتى بلغت دولتهم مشارف الهند شرقا وأسبانيا غربا.

٦ - توحيد الألوهية يزيل من النفس الكبر والإعجاب، ويحمل المرء على التواضع لأمور منها:

أ - إيمانه أن الذي أعطاه الصحة والمال والجاه ومنع غيره قادر أن يمنعه ويعطي غيره، وأنها نعمة من أسباب بقائها الشكر، ومن الشكر التواضع.

ب - إيمانه أنه خلق من ضعف، وينتهي إلى ضعف، فأوله نطفة وآخره جيفة، فمن كان هذا حاله كيف ينازع الخالق في شيء من خصائصه؟ وفي الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار (١)».

٧ - يحمل المرء على الوفاء والرحمة والشفقة ومراعاة حقوق الجوار وتوقير الكبير والرحمة بالصغير وعرفان الجميل، وغيرها من الأخلاق الإسلامية الفاضلة؛ لإدراكه أنها عبادة يثاب على فعلها، وقد يعاقب على تركها، وأنها مما يزيد الإيمان (٢).


(١) رواه أبو داود في كتاب اللباس، باب ٢٩ برقم (٤٠٩٠)، وابن ماجه في الزهد، باب ١٦ برقم (٤١٧٥).
(٢) انظر: فقه التوحيد ص ٨٢ - ٨٥، والقول السديد شرح كتاب التوحيد، ص ١٧ - ١٩.