للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية الحب له، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابدا له، ولو أحب شيئا ولم يخضع له لم يكن عابدا له كما يحب الرجل ولده وصديقه، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء. . .) (١).

وقال ابن القيم وهو يستدل بقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} (٢) على منزلة الرجاء، قال: فذكر مقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بناؤه: الحب، والخوف، والرجاء) (٣)، من كلام شيخ الإسلام وابن القيم اتضح أن العبادة المأمور بها تقوم على أركان ثلاثة، وهي المحبة والرجاء والخوف.

الركن الأول: المحبة:

والمراد بها هنا محبة العبودية المستلزمة للذل والخضوع والتعظيم وكمال الطاعة وإيثاره سبحانه وتعالى على غيره، وهي المحبة الخاصة التي لا يجوز تعلقها بغير الله، ومتى أحب


(١) العبودية ص ٤٤.
(٢) سورة الإسراء الآية ٥٧
(٣) مدارج السالكين ج ٢، ص ٣٦.