للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو من مستلزمات المحبة، وعلى حسب المحبة وقوتها يكون الرجاء، فالعبد أرجى ما يكون لحبيبه أحب ما يكون إليه، كما أنه لا يكون إلا مع الإتيان بالأسباب من فعل الأوامر وترك النواهي، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١)، فذكر سبحانه وتعالى أنهم يرجون رحمة الله مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة، أما الرجاء مع الإصرار على ترك المأمور أو فعل المنهي فذلك من غرور الشيطان.

الثالث: الخوف:

وهو أن يعبد العبد ربه خوفا من عقابه وحذرا من ناره دون أن يدفعه هذا الخوف إلى شيء من اليأس والقنوط، قال تعالى: {إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} (٢)، وعلى حسب المحبة يكون الخوف، لكن خوف المحب لا يصحبه وحشة بخلاف خوف المسيء.

وهذا الخوف لا يجوز تعلقه بغير الله تعالى؛ لأنه من لوازم الألوهية، فمن اتخذ مع الله ندا يخافه كخوف الله فهو مشرك كمن يخاف من صاحب قبر ونحوه، قال تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٣).


(١) سورة البقرة الآية ٢١٨
(٢) سورة يوسف الآية ٨٧
(٣) سورة آل عمران الآية ١٧٥