للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني (١)».

الثاني: إخلاص النية:

وهو أن يكون مراد العبد من عمله وجه الله والدار الآخرة.

وهذا من شروط القبول، ومتى اختل هذا الشرط لم يقبل العمل لكونه من الشرك الأكبر أو الأصغر بحسب ما نقص من الإخلاص.

فإن كان الباعث على العمل من أصله هو إرادة غير الله فنفاق، وإن كان الباعث عليه أولا إرادة الله والدار الآخرة، لكن دخل الرياء في تزيين العمل، كان شركا أصغر، حتى إذا غلب عليه التحق بالأكبر.

من الأدلة على هذا الشرط ما يلي:

قوله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (٢).

وقال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا} (٣) {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (٤).

وقال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٥).


(١) رواه الترمذي برقم (٢٤٦١) في صفة القيامة، باب ٢٦، وقال الترمذي: هذا حديث حسن، وانظر: جامع الأصول حديث ٨٤٧٥ (المتن والحاشية).
(٢) سورة البينة الآية ٥
(٣) سورة الإسراء الآية ١٨
(٤) سورة الإسراء الآية ١٩
(٥) سورة الكهف الآية ١١٠