للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخلص له العمل وانقاد لأمره واتبع شرعه، ولهذا قال: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} (١) أي: في عمله باتباع ما به أمر وترك ما عنه زجر) (٢).

وقال صلى الله عليه وسلم: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (٣)».

وفي الصحيحين وغيرهما عن عابس بن ربيعة قال: رأيت عمر أتى الحجر فقال: (أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك، ثم دنا فقبل) (٤).

٥ - التنوع:

والمراد بذلك: أن الشارع قد نوع العبادة إلى أنواع متعددة من حيث حكمها تبعا لأقسام الحكم التكليفي، فمنها الواجب، ومنها الحرام، ومنها المندوب، ومنها المكروه، ومنها المباح.

وذلك توسعة على العباد، ومراعاة لأحوال نشاطهم وكسلهم من جهة، وزيادة في الامتحان من جهة أخرى، ففي المباحات توسعة على العباد، وفي المندوب والمكروه تخفيفا عنهم وزيادة في الاختبار


(١) سورة لقمان الآية ٢٢
(٢) تفسير ابن كثير ج ٣، ص ٤٥١.
(٣) أخرجه البخاري في البيوع، باب النجش، ومسلم في الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، وانظر: جامع الأصول حديث ٧٥.
(٤) انظر: كنز العمال، حديث ١٢٥٠٧.