للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حله، ولو سألت الله أن يعافيك من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان ذلك خيرا لك (١)».

قال الإمام النووي: وفي هذه الأحاديث كلها دلالات ظاهرة لمذهب أهل السنة في إثبات القدر، وأن جميع الواقعات بقضاء الله وقدره خيرها وشرها ونفعها وضرها (٢).

ومن الآثار في هذا الباب ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه أن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - سئل عن الإيمان بالقدر فقال: إذا علم الرجل من قبل نفسه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن يصيبه، فذلك الإيمان بالقدر (٣).

وعن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: «إذا قضي الأمر من السماء عمله أهل الأرض، وإن العبد لا يجد طعم الإيمان حتى يوقن أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه (٤)».


(١) المصدر السابق (٤/ ٢٠٥١).
(٢) شرح صحيح مسلم للنووي (١٦/ ١٩٥).
(٣) مصنف عبد الرزاق (١١/ ١١٨)، وانظر: القضاء والقدر للبيهقي ص ٣٠٥.
(٤) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٤/ ٦٦٦)، وانظر: القضاء والقدر للبيهقي ص (٢٩٩).