قال ابن بطة في سياق تقرير أصول السنة: ثم من بعد ذلك الإيمان بالقدر خيره وشره، وحلوه ومره، وقليله وكثيره، مقدور واقع من الله - عز وجل - على العباد في الوقت الذي أراد أن يقع، لا يتقدم الوقت ولا يتأخر على ما سبق بذلك علم الله، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وما تقدم لم يكن ليتأخر، وما تأخر لم يكن ليتقدم (١).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: مذهب أهل السنة والجماعة أن الله -تعالى - خالق كل شيء وربه ومليكه، لا رب غيره ولا خالق سواه، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم، والعبد مأمور بطاعة الله وطاعة رسوله، منهي عن معصية الله ومعصية رسوله، فإن أطاع كان ذلك نعمة، وإن عصى كان مستحقا للذم والعقاب، وكان لله عليه الحجة البالغة، ولا حجة لأحد على الله تعالى، وكل ذلك كائن بقضاء الله وقدره ومشيئته وقدرته، ولكن يحب الطاعة ويأمر بها، ويثيب أهلها
(١) الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة لابن بطة ص ١٩٣، ١٩٤.