للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يؤمن بأن الله - تعالى - قد علم ما الخلق عاملون بعلمه الذي هو موصوف به أزلا، وعلم جميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال والسعادة والشقاوة (١).

والأدلة الدالة على هذا الأمر كثيرة جدا منها:

قول الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} (٢)، وقوله: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (٣)، وقوله: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (٤)، ففي هذه الآية إثبات لعلم الله -تعالى - بعواقب الأمور أن لو وقعت كيف تكون عاقبتها، فالله - عز وجل - علم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، ومن هذا المعنى أيضا قوله تعالى: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (٥).

ومن هذا المعنى أيضا قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سئل


(١) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ٣/ ١٤٨، ومعارج القبول (٢/ ٣٢٨).
(٢) سورة الحشر الآية ٢٢
(٣) سورة الطلاق الآية ١٢
(٤) سورة البقرة الآية ٢١٦
(٥) سورة الأنعام الآية ٢٨