للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخوض فيه، أما فهم مسائل القدر ومعرفتها والإيمان به وفق كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فذلك غير داخل في النهي؛ لأنه معرفة ركن من أركان الإيمان الستة التي يجب الإيمان بها ومعرفتها والتعبد لله بها، ولكن لما خاضت المبتدعة في هذا الأمر وحادوا عن الصواب، رأى السلف الصالح أنه يجب عليهم أن يبينوا للناس الحق والصواب فيما ضل فيه هؤلاء، وأنه لا يتم الإيمان إلا بالإيمان بالقدر، فهذا عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يقول: «والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر (١)».

وهذا عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - يقول لابنه: «يا بني، إنك لن تطعم طعم الإيمان، ولم تبلغ حق حقيقة العلم بالله - تبارك وتعالى - حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، قال: قلت: يا أبتاه فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره، قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك (٢)».

«ولما التقى ابن الديلمي فقال: يا أبا المنذر، إنه


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان (١/ ٣٧).
(٢) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣١٧)، وأخرجه الترمذي في سننه (٤/ ٤٥٨)، بنحوه، والآجري في الشريعة ص (٢٠٤).
(٣) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ١٨٢ - ١٨٣)، وابن أبي عاصم في السنة مرفوعا للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال الألباني: إسناده صحيح. انظر السنة لابن أبي عاصم (١/ ١٠٩).