قد وقع في نفسي شيء من هذا القدر، فحدثني بشيء لعله يذهب من قلبي، قال: لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو أنفقت جبل أحد ذهبا في سبيل الله - عز وجل - ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلت النار (١)».
هذا بعض كلام الصحابة - رضي الله عنهم - في التحذير من إنكار القدر أو الخوض فيه، وفي بغض أهله ومعاداتهم.
ولقد سلك هذا المسلك علماء السلف - رحمهم الله تعالى - الذين ساروا على نهجهم، يقول الإمام الطحاوي محذرا من النظر والتعمق في مسائل القدر: الحذر الحذر من ذلك نظرا وفكرا ووسوسة، فإن الله - تعالى - طوى علم القدر عن أنامه، ونهاهم عن مرامه، كما قال