للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأن للعبد مشيئة لا تخرج عن مشيئة الله سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (١)، وقوله تعالى: {مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٢)، وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا} (٣).

وعن حذيفة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان (٤)».

ففي هذه الأدلة إثبات لمشيئة العبد تأتي بعد مشيئة الله تبارك وتعالى، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ولا يكون في ملكه - سبحانه - ما لا يشاء.

والإرادة في كتاب الله نوعان كما سبق ذكر ذلك عند الرد على القدرية:

إرادة قدرية كونية خلقية، وهي المشيئة الشاملة لجميع الحوادث، كقوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} (٥).


(١) سورة الإنسان الآية ٣٠
(٢) سورة الأنعام الآية ١١١
(٣) سورة يونس الآية ٩٩
(٤) أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٣٨٤)، وأبو داود في سننه (٥/ ٢٥٩)، قال النووي في الأذكار ص (٣٠٨): إسناده صحيح.
(٥) سورة الأنعام الآية ١٢٥