إضافة المسبب إلى سببه، ويضاف إلى قدرة الرب إضافة المخلوق إلى الخالق. . . إلى أن قال: وإذا عرف هذا فنقول: الفعل وقع بقدرة الرب خلقا وتكوينا، كما وقعت سائر المخلوقات بقدرته وتكوينه وبقدرة العبد سببا ومباشرة، والله خلق الفعل والعبد فعله وباشره، والقدرة الحادثة وأثرها واقعان بقدرة الرب ومشيئته " (١).
وبتأمل الأدلة السابقة التي دلت على أن العباد فاعلون حقيقة، والله - عز وجل - خالقهم وخالق أفعالهم، وأن لهم إرادة ومشيئة تابعة لإرادة الله تعالى ومشيئته - يتبين لنا أن أهل الأهواء والبدع من القدرية والجبرية وغيرهم هم أبخس الناس حظا، وأقلهم نصيبا، وأفسدهم عملا، وأن أهل السنة والجماعة هم أهل الحق في هذه المسألة وغيرها.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل.