للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسلم - مجوس هذه الأمة، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها (١).

ويقول الإمام ابن القيم بعد أن حكى رأي الجبرية والقدرية: " فإن قيل: فما تقولون أنتم في هذا المقام؟ قلنا: لا نقول بواحد من القولين، نقول: هي أفعال العباد حقيقة ومفعولة للرب، فالفعل عندنا غير المفعول، وهو إجماع من أهل السنة حكاه الحسين بن مسعود البغوي وغيره، فالعبد فعلها حقيقة والله خالقه وخالق ما فعل به من القدرة والإرادة وخالق فاعليته " (٢).

وقال في موضع آخر: والصواب أن يقال: تقع الحركة بقدرة العبد وإرادته التي جعلها الله فيه، فالله - سبحانه - إذا أراد فعل العبد خلق له القدرة والداعي إلى فعله، فيضاف الفعل إلى قدرة العبد


(١) العقيدة الواسطية مع شرحها للعلامة محمد خليل هراس ص (١٣٥).
(٢) شفاء العليل ص (١٣١).