للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحده الضار والنافع والمعطي والمانع.

٢ - أن الإيمان بالقدر طريق للخلاص من الشرك، فالمؤمنون الموحدون الذين آمنوا بالقدر وأيقنوا بأن هذا الكون وما فيه صادر عن الإله الواحد الأحد الخالق لكل شيء المعبود دون سواه سبحانه وتعالى، الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فسلموا بذلك من الشرك الذي وقع فيه كل من كذب بالقدر أو نسب الخلق لغيره تبارك وتعالى، فالإيمان بالقدر طريق التوحيد والنجاة من الشرك (١).

٣ - استشعار عظمة الله - سبحانه وتعالى - وإحاطته الشاملة بكل شيء ونفوذ مشيئته على عموم الخلق سبحانه وتعالى.

٤ - أن الإنسان يعرف قدر نفسه وعجزه فلا يتعالى؛ لأنه عاجز عن معرفة المقدور ومستقبل ما هو حادث، ومن ثم يقر الإنسان بعجزه وحاجته إلى ربه سبحانه وتعالى، فتراه يكون صادقا في توكله على ربه، يأخذ بالأسباب التي قدر الله أقدارها، ويطلب من ربه العون على ما عجز عنها بلا تردد ولا شك.

٥ - الإيمان بالقدر يبعث في القلوب الشجاعة والإقدام على عظائم الأمور بثبات وعزم، فالمؤمن لا يخشى إلا الله؛ لأنه يعلم أن الأجل مقدر، وأن الرزق محدد.

ويدل على ذلك واقع السلف الذين كانوا خير هذه الأمة بعد


(١) انظر: القضاء والقدر لعمر الأشقر ص ١٠٩.