للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحديث حذيفة: «من فارق الجماعة واستذل الإمارة (١)» .... " (٢).

وقال القاضي عياض رحمه الله في الكلام على هذا الحديث: " قوله: "من فارق الجماعة" ظاهره: سواد الناس وما اجتمعوا عليه في الإمارة، وقيل: هم أهل العلم " (٣).

والقاضي عياض قد وافق الطبري بذلك في تفسير الجماعة، فقد جزم بالمعنى الموافق لقوله، وأشار إلى ضعف القول الآخر حيث حكاه بصيغة التمريض.

وتفسير الجماعة بأهل العلم وإن كان غير ظاهر في معنى الجماعة في هذه الأحاديث إلا أنه ظاهر في معنى الجماعة في الأحاديث التي سبق ذكرها في أول الباب.

والحاصل أن المعنيين معتبران في تفسير الجماعة، وهو ما قرره ابن العربي رحمه الله، فقد قال في معنى قوله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالجماعة": " يحتمل معنيين: يعني أن الأمة إذا اجتمعت على قول فلا يجوز لمن بعدهم أن يحدث قولا آخر. والثاني: إذا اجتمعت على إمام فلا يحل منازعته ولا خلافه " (٤).


(١) مسند أحمد (٥/ ٤٠٦).
(٢) المستدرك (١/ ١١٩).
(٣) مشارق الأنوار (١/ ١٥٣، ١٥٤).
(٤) عارضة الأحوذي (٩/ ١٠).