للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه في افتراق الأمة فقد جاء فيه: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة- يعني أهل الأهواء- كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة (١)». ثم حمل الشاطبي لفظ الجماعة في سائر الأحاديث التي من جملتها حديث حذيفة على هذا المعنى، ولا شك في صحة ذلك لكن ابن جرير - رحمه الله- قصد تفسير لفظ (الجماعة) الوارد في حديث حذيفة فحسب، ولم يقصد تفسير لفظ (الجماعة) في سائر الأحاديث ويؤكد هذا قوله في عبارته السابقة "المراد من الخبر" والحافظ ابن حجر أورد كلام ابن جرير هذا في سياق شرحه لحديث حذيفة، ولفظ حديث حذيفة: ظاهر فيما ذهب إليه ابن جرير فقد جاء فيه: " تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ".

وقد وافق ابن جرير على هذا المعنى القرطبي صاحب "المفهم" حيث قال رحمه الله في معنى قوله: "تلزم جماعة المسلمين ": " يعني أنه من اجتمع المسلمون على إمامته فلا يخرج عليه وإن جار" (٢).

وقد وردت في هذا المعنى أحاديث أخرى، منها حديث ابن عباس رضي الله عنهما عند مسلم وفيه: «من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر فإنه من فارق الجماعة (٣)» .... " (٤).


(١) سنن أبي داود السنة (٤٥٩٧)، مسند أحمد (٤/ ١٠٢)، سنن الدارمي السير (٢٥١٨).
(٢) المفهم (٤/ ٥٧).
(٣) صحيح البخاري الأحكام (٧١٤٣)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٤٩)، مسند أحمد (١/ ٣١٠)، سنن الدارمي السير (٢٥١٩).
(٤) سبق (رقم ١٠).