للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بقي من الأقوال التي سبق حكايتها عن ابن جرير الطبري وعن الشاطبي في معنى الجماعة قول ابن جرير بأن المراد: الجماعة التي لها أمير اجتمعت على تأميره.

ويرى الشاطبي أن هذا القول لا يخالف غيره من الأقوال السابقة في اشتراط المتابعة للكتاب والسنة، فبعد حكايته له قال: "وحاصله: أن الجماعة راجع إلى الاجتماع على الإمام الموافق للكتاب والسنة، وذلك ظاهر في أن الاجتماع على غير سنة خارج على معنى الجماعة المذكورة في الأحاديث المذكورة كالخوارج ومن جرى مجراهم ".

وبناء على ذلك يرى الشاطبي أن تلك الخمسة الأقوال التي حكاها ومن جملتها قول ابن جرير هذا دائرة على اعتبار أهل السنة والاتباع، وأنهم المرادون بالأحاديث، لكن عبارة ابن جرير تفيد مغايرة قوله للأقوال الأخرى، فبعد أن حكى تلك الأقوال عقب عليها بقوله: "والصواب: أن المراد من الخبر لزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره ". فقوله: "والصواب " يفيد أن الأقوال الأخرى على خلاف ذلك عنده.

والحقيقة أنه لا خلاف بين تلك الأقوال من حيث عقيدة الجماعة ومنهجها وهو المعنى الذي كان يقصده الشاطبي، فقد كان كلامه عن تفسير لفظ (الجماعة) الوارد في حديث معاوية رضي الله