للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إليهم حقهم وسلوا الله حقكم (١)».

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: «سلوا الله حقكم (٢)» أي بأن يلهمهم إنصافكم أو يبدلكم خيرا منهم" (٣).

وفي "صحيح مسلم " أيضا من حديث وائل بن حجر وفيه قال: «سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، أرأيت إن قام علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم (٤)».

وكذا وقوع المعاصي ممن له ولاية وسلطان قد يتخذه الشيطان منفذا لدفع بعض الغيورين ممن قل فقههم للنصوص الواردة في هذا الباب لسلوك بعض الأعمال التي تؤدي إلى شق عصى الطاعة ومفارقة الجماعة، لذلك أعطى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر حقه من البيان، فأمر صلى الله عليه وسلم بلزوم الجماعة، والسمع والطاعة ما دامت الصلاة تقام وما لم يقع كفر صريح.

ففي "صحيح مسلم " من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه:


(١) صحيح البخاري -مع الفتح- كتاب المناقب (ح ٣٦٠٣)، وصحيح مسلم -كتاب الإمارة- (ح ١٨٤٣).
(٢) صحيح البخاري الفتن (٧٠٥٢)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٤٣)، سنن الترمذي الفتن (٢١٩٠)، مسند أحمد (١/ ٣٨٧).
(٣) فتح الباري (١٣/ ٨).
(٤) صحيح مسلم (كتاب الإمارة، ح ١٨٤٦ - ٤٩).