للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

«وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم". قلنا يا رسول الله: أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يدا من طاعة (١)».

وفي "صحيح مسلم " من حديث أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضي وتابع" قالوا: يا رسول الله: ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما صلوا (٢)».

قال الإمام النووي رحمه الله في كلامه على حديث حذيفة السابق: "وفي حديث حذيفة هذا لزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال وغير ذلك، فتجب طاعته في غير معصية، وفيه معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه الأمور التي أخبر بها وقعت كلها" (٣).

وقال في شرحه لحديث أم سلمة رضي الله عنها: "وأما قوله: «أفلا نقاتلهم؟ " قال: "لا، ما صلوا (٤)»: ففيه وفيما سبق


(١) صحيح مسلم الإمارة (١٨٥٥)، مسند أحمد (٦/ ٢٨)، سنن الدارمي الرقاق (٢٧٩٧).
(٢) سبق الحديث (برقم ١٧).
(٣) شرح صحيح مسلم (٤/ ١٢/ ٢٣٧).
(٤) صحيح مسلم الإمارة (١٨٥٤)، سنن الترمذي الفتن (٢٢٦٥)، سنن أبي داود السنة (٤٧٦٠)، مسند أحمد (٦/ ٣٢١).