للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد:

فإن أعظم نعمة يمن الله بها على عبده هي نعمة الإسلام والإيمان، كما قال تعالى: {بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ} (١)، هذا الدين العظيم الذي حوى كل خير واشتمل على كل ما يصلح أحوال البشر في صغير الأمور وكبيرها، وحرم عليهم ما يعود عليهم بالسوء والضرر في العاجل والآجل، وجعل شريعته كاملة صالحة لكل زمان ومكان، مصلحة لأحوال الأفراد والمجتمعات، تدعو إلى الصلاح والاستقامة والعدل، وتنبذ الشرك والشر والظلم والجور والغدر.

لقد أبان رسولنا عليه الصلاة والسلام ما نزل عليه من ربه بيانا كاملا شاملا، تركنا على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فهو المنة المسداة والرحمة المهداة، يقول تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢)، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (٣).

وقد حفظ الله تعالى كتابه وصانه، وهيأ له من الأسباب ما


(١) سورة الحجرات الآية ١٧
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٤
(٣) سورة الأنبياء الآية ١٠٧