كتاب مجلة البحوث الإسلامية

الوقف على القرآن - المبحث الثاني أهمية الوقف وأدلة مشروعيته - ج: 77 - ص: 116

والصدقة الجارية محمولة على الوقف عند العلماء، فإن غيره من الصدقات ليست جارية، بل يملك المتصدق عليه أعيانها ومنافعها.

وحديث وقف عمر بن الخطاب، فقد روى ابن عمر رضي الله عنهما «أن عمر أصاب أرضا من أرض خيبر، فقال يا رسول الله: أصبت مالا بخيبر لم أصب قط مالا أنفس منه، فما تأمرني، فقال: (إن شئت حسبت أصلها وتصدقت بها) قال: فتصدق بها عمر على ألا تباع ولا توهب ولا تورث، في الفقراء وذوي القربى والرقاب والضيف وابن السبيل، لا جناح على من وليها أن يأكل منها بالمعروف ويطعم غير متمول (١)» رواه الجماعة، قال الحافظ ابن حجر: (وحديث عمر هذا أصل في مشروعية الوقف) (٢).

«وعن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة، فقال: " من يشتري بئر رومة فيجعل منها دلوه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة، فاشتريتها من صلب مالي (٣)» رواه البخاري (٤).

---

(١) صحيح البخاري الشروط (٢٧٣٧)، صحيح مسلم الوصية (١٦٣٣)، سنن الترمذي الأحكام (١٣٧٥)، سنن النسائي الأحباس (٣٥٩٧)، سنن أبي داود الوصايا (٢٨٧٨)، سنن ابن ماجه الأحكام (٢٣٩٦)، مسند أحمد (٢/ ٥٥).
(٢) فتح الباري ٥/ ٤٠٢.
(٣) سنن الترمذي المناقب (٣٧٠٣)، سنن النسائي الأحباس (٣٦٠٨).
(٤) في صحيحه كتاب الوصايا باب إذا أوقف أرضا أو بئرا واشترط لنفسه مثل دلاء المسلمين ٣/ ١٠٢١ برقم ٢٦٢٦.