للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (١).

وهذه الكلمات على تفاوت معانيها الخاصة بها إلا أنها تتفق في معناها العام، وهو وجوب تبليغ القرآن وبيان هداياته ودعوة الناس إلى العمل به واتباعه، وإن كان الخطاب فيها موجها للرسول صلى الله عليه وسلم فلأنه الأصل المبلغ عن الله سبحانه القدوة لأمته، وهم شركاء معه في هذه المهمة العظيمة، وبذلك نالوا الخيرية والفضل، قال تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (٢)، وقال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٣).

وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين في كل زمان ومكان على تبليغ رسالة القرآن الكريم للناس كافة، فقال عليه الصلاة والسلام: «بلغوا عني ولو آية (٤)»، وعن ابن مسعود


(١) سورة النحل الآية ٨٩
(٢) سورة آل عمران الآية ١٠٤
(٣) سورة آل عمران الآية ١١٠
(٤) رواه البخاري في صحيحه كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، ٦/ ٤٩٦ برقم ٣٤٦١ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.