للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن يعقوب صاحب فاس إلى مكة مصحفا كتبه بخطه، وأخرج من خزائنه أموالا عينها على شراء الضياع بالمشرق؛ لتكون وقفا على القراء فيها.

قال الشيخ أحمد بن خالد الناصري السلاوي في كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى: (انتسخ السلطان أبو الحسن نسخة من المصحف الكريم بيده ليوقفه بالحرم الشريف حرم مكة؛ قربة إلى الله تعالى وابتغاء للمثوبة، وجمع الوراقين لتنميقها وتذهيبها، والقراء لضبطها وتهذيبها، وصنع لها وعاء مؤلفا من الآبنوس والعاج والصندل فائق الصنعة، وغشي بصفائح الذهب، ورصع بالجوهر والياقوت، واتخذ له أصونة الجلد، ومن فوقها غلائف الحرير والديباج وأغشية الكتان، وأخرج من خزائنه أموالا عينها لشراء الضياع بالمشرق؛ لتكون وقفا على القراء فيها) (١).

(ثم انتسخ السلطان أبو الحسن نسخة أخرى من المصحف الكريم على القانون الأول، ووقفها على القراء بالمدينة، وبعث بها من تخيره لذلك العهد من أهل دولته سنة أربعين وسبعمائة، وفعل مثل ذلك بحرم بيت المقدس.

قال العلامة أبو العباس المقري في نفح الطيب: كان السلطان أبو الحسن المديني قد كتب ثلاثة مصاحف شريفة بخطه، وأرسلها إلى


(١) إفادة الأنام، ٣/ ٦.