للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ووقف عليها أوقافا جليلة) (١).

ومن هذه النماذج الرفيعة في العناية بالأوقاف في خدمة القرآن الكريم أوقاف السلطان مظفر شاه الكجراتي على القراء بمكة المكرمة في مدرسة شاهية المظفر، فقد كتب المصحف الشريف بخط يده ثم أودعه في المدرسة المظفرية، وبيان ذلك:

أنه في عام ٩٢٥ هـ اشترى وكيل السلطان مظفر شاه الكجراتي بمكة المكرمة بيوتا عديدة بلغت قيمة جميعها ستة آلاف ومائتين وخمسين دينارا، وأوقفها على القراء في مدرسة شاهية المظفر.

وبعث السلطان مظفر شاه الكجراتي بنسخة المصحف الشريف التي نسخها بيده مع وفد رفيع المستوى من رجال دولته، وما إن وصل خبر وصول مراكب الهند إلى جدة وفيهم وفد السلطان حتى فرح الناس فرحا شديدا، واحتفل بمقدمهم في ثاني يوم دخولهم، ونزل حاملا على رأسه المصحف الشريف الذي وصل به، بخط السلطان مظفر شاه صاحب الصدقة العظيمة. . . وأمر بوضع المصحف في المسجد الحرام.

يقول العلامة جار الله بن العز بن فهد: (وأما الصدقة الواصلة صحبتهم فهي عظيمة لم يسبق صاحبها، وهي كل لك (٢)


(١) إفادة الأنام، ٣/ ٦٩.
(٢) اللك معناه مائة ألف، وجمعه لكوك، وهو تعريب (لاكه) بالهندية، والأشرفي: اسم عملة ذهبية.