منطلقات مدلولات اللسان العربي الفصيح، فهم الذين كانوا وما زالوا على الجماعة، على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
ويدل لذلك أنهم لم يخالفوا ما في الكتاب والسنة أبدا، وإن وقعت خلافات فهي قليلة لهم فيها العذر، كما وقع الاختلاف في رؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج وغيرها.
وهم الذين يذودون عن كتاب الله غلو الغالين وانحرافات المنحرفين.
وهم الذين يخدمون سنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية بأفضل مقاييس القبول والرد بما لا نعرف عند من قبلهم، ولا يكون فيمن بعدهم.
وهم على منهج واحد لم يتغير منذ حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى لا يبقى على وجه الأرض مسلم يقول: الله الله.
ولا يزال متأخروهم يعتمدون أقوال علمائهم السابقين لهم في تبين الألفاظ وتفسير النصوص، ما كان الدليل موافقا لهم، ولم يردوا المعارض لأقوالهم بالدليل.
وأما غيرهم من أصحاب الفرق والنحل فلا يزالون في فرقة واختلاف في مناهج وتطور أفكار ومعتقدات، ما يظن الباحث معه انفصال متأخري الفرقة الواحدة عن متقدميهم، كما أن بعض الفرق