للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد انقرضت كغلاة القدرية، حيث لم تستطع المواصلة أمام رفض العقول الصحيحة والنظر السليم لتلك المبادئ، فذهبت بذهاب أصحابها.

كما أنهم الذين اعتبروا الإجماع مصدرا من مصادر الشريعة؛ لأنه كان بمستند من كتاب أو سنة، ولم يعرف إجماعهم على مخالفة نص أبدا.

وهم الذين اختارهم الله ليختم بهم أديانه ورسالاته على الأرض، فرسالتهم ودينهم هي المناسبة لكل عصر ومصر وزمان ومكان {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١)، وقال: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٢)، وقال: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (٣).

وهم غير المغضوب عليهم من اليهود، والضالين من النصارى، فدينهم دين السماحة واليسر وعدم الكلفة، والابتعاد عن المشقة.

وهم وسط في باب الصفات بين المعطلة الجهمية وبين المشبهة الممثلة المنتقصة لله عز وجل من جهة أخرى.


(١) سورة المائدة الآية ٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٩
(٣) سورة آل عمران الآية ٨٥