فهم أولياء الله، يمشون على الأرض لما طبقوا عقائدهم في أفعالهم، فسادوا الدنيا بقلوبهم وأفعالهم قبل سيوفهم وقوتهم.
وهم بين الغلاة من الروافض والباطنية. . . والنصارى فيما يتعلق بالنبوة، فلا يقولون بنبوة إلا من نبأه الله وأوحى إليه، وآمنوا بكل ما جاء به نبي من الله مؤيدا بالدلائل كلها، ليست المعجزات وحدها، ولا كل من ادعاها كانت له، وهم لا يرفعون الأنبياء - مهما كانوا - فوق منازلهم التي شرفهم الله بها، وهي العبودية والرسالة.
وبين اليهود والفلاسفة المجافين في حق الأنبياء، فظلموهم وقتلوهم وآذوهم.
وهم يؤمنون بكل أنبياء الله قبل محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يفرقون بين أحد منهم؛ لأنهم كلهم جاءوا بدعوة من مشكاة واحدة، وكلهم إخوة لعلات، علموهم وعرفوهم بأسمائهم أو لا، ما دام ذكرهم الله في كتابه، أو أشار إليهم رسوله صلى الله عليه وسلم.
وينكرون ويكذبون كل مدع للنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم، ويعتقدون أنه كذاب دجال مفتر على الله وعلى نفسه، وأنه ظالم لها بدعواه هذا، سواء كان هازلا أو جادا.
ثانيا: آثار الغلو - خاصة العملية - ومنهج أهل السنة
أقول ابتداء: إن البحث في الغلو والغلاة وأسباب الغلو ونشأته لعلاج هذه الآثار والنتائج الحاصلة من الغلو، وتأمل كيفية