فالمعطلة طلبوا تنزيه الله فردوا النصوص أو حرفوها، وعبدوا إلها لا يعرفون له صفة إلا أنه حي موجود، اعتمادا على مقررات عقولهم ومناطقهم، وهي لا تنفرد بتقرير المغيبات؛ إذ المعول فيها على السمعيات من الكتاب والسنة.
وقدموا المنهج العقلي على الأحكام الشرعية، فعملوا ما هو عنده حسنا، وتركوا ما اعتقدوه قبيحا ولو كان ثابتا العمل به عند المسلمين من أصل شرعهم، فارتكبوا المحرمات، وعللوا فعلهم لها بالتأويل والمجاز.
والمشبهة قد وصفوا الله تعالى بصفات النقص والتشبيه والتمثيل، فعبدوا ربا كالبشر في حقيقته، فهو محتاج لمخلوقاته كالعرش والسرير الذي يجلس عليه المخلوق، والجمل الذي يركبه يوم عرفة تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا.
وسبق بيان منهج أهل السنة وأنه وسط بينهما قريبا في المبحث الأول في:" وسطية أهل السنة وأثرها ".
٢ - أثر الغلو في القضاء والقدر:
فعند الجبرية لا حرج على العبد في فعل ما يشاء حلالا أو حراما؛ لأنه مجبور على فعله لا اختيار له ولا إرادة.