للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحكيم شرع الله في أمورهم كلها، وفق ما جاء في كتاب الله القرآن الكريم، وما بلغهم رسوله المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى، صلى الله عليه وسلم، كما فهمه الرعيل الأول من هذه الأمة: الصحابة ومن بعدهم في القرون الثلاثة المفضلة، حيث رفع الله قدرهم، ومكنهم في الأرض، فأقاموا العدل الذي تيسرت به الأحوال، واستقامت به دولة الإسلام الواسعة الأرجاء.

بل وجدت كثير من أمم الأرض في دين الإسلام، الذي به تطبيق شريعة الله، ما تشرئب له الأعناق، وتطمئن الأفئدة، فتركوا أعراف الجاهلية وقوانينها، واتبعوا القواعد الأساسية التي جاءت في كتاب الله - من لدن رب كريم -، وسنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، ومكنوا ما خفي عليهم دليله، بنظرة الرعيل الأول، من فروع جدت مع اتساع دولة الإسلام، والاختلاط بشعوب الأرض بطرق تعين على تخطي العقبات: كالاجتهاد والقياس، واستصحاب الحال، والفهم اللغوي لقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حثه على الاهتمام باللغة العربية: فإنها وعاء الدين، بعد الأخذ بقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} (١)، وقوله سبحانه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} (٢).

فالإسلام ناسخ لغيره من الأديان الكتابية، وأقرهم على ما هم


(١) سورة التغابن الآية ١٦
(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٦