للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (١)، وأتاح لهم الفرصة للمساهمة في بناء المجتمع، كما حصل من يهود ونصارى شاركوا في الحضارة الإسلامية في ديار الإسلام الواسعة.

لكنهم جميعا ملزمون بشرع الله؛ لأن تشريعه سبحانه لعباده لا يتبدل ولا يعتريه نقص {لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} (٢).

وإن مما يعين في تأصيل موضوعنا: أن نقارن بين حالين: الشريعة التي يجب أن يتحمس لها المسلمون، حكاما قبل المحكومين، وبين القانون الذي تحمس له الغربيون وتبعهم فيه تأثرا أو تأثيرا بعض من درس في بلاد الغرب.

فقد استقامت بشرع الله أمور المسلمين وتبعتهم الأمم بقناعة ورضا، كما شهد بذلك مفكرون من الغرب والشرق، فهذه: انجريد أندكه الألمانية في كتابها شمس الإسلام تسطع على الغرب، وهذا بول ديورانت في كتابه: قصة الحضارة الذي ترجمه: محمد بدران، وغيرهما كثيرون.

وقد توسع ديورانت في الإشادة بدور القرآن الكريم في تيسير العدالة، وتمكين الحضارة في المجتمع حيث خصص لهذا مجلدا كاملا أبان فيه عن مكانة القرآن الكريم، وعظمة المسلمين في تنظيم أحوال


(١) سورة الكافرون الآية ٦
(٢) سورة يونس الآية ٦٤