أن الانحراف الفكري يترتب عليه ما لا يترتب على غيره في حياة الفرد وآخرته، فإن من أخطر صوره الانحراف العقدي المتمثل في الوقوع في الشرك الذي يترتب عليه حبوط العمل وعدم قبوله، ويترتب عليه تحريم الجنة واستحقاق النار، قال تعالى:{إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}(١).
ومن أمثلته التي لا تزال موجودة في بعض المجتمعات المنتسبة للإسلام التعلق بالأموات وصرف أنواع من العبادة لهم كالدعاء والاستغاثة والنذر والذبح وغيرها، ومن صور هذا الانحراف الواقع في هذا العصر، وقد اتسعت دائرة صوره وتعددت صوره، ولعل من أخطرها:
١ - السعي لزعزعة مصادر المعرفة والعلم الراسخة في وجدان المسلم، وذلك باستبعاد الوحي كمصدر للمعرفة أو تهميشه وجعله تابعا لغيره من المصادر كالعقل والإحساس، والسخرية من الإيمان بالغيب واعتباره أساطير وخرافات، والسعي لكسر الحواجز النفسية بين الإيمان والكفر.
٢ - غلو بعض شباب الأمة في التكفير وما ينتج عنه من أعمال العنف والقتل والتخريب.