للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقول سبحانه: إن كنتم في ريب من البعث فلستم ترتابون في أنكم مخلوقون، ولستم ترتابون في مبدأ خلقكم من حال إلى حال إلى حين الموت والبعث الذي وعدتم به نظير النشأة الأولى، فهما نظيران في الإمكان والوقوع فإعادتكم بعد الموت خلقا جديدا كالنشأة الأولى التي لا ترتابون فيها، فكيف تنكرون إحدى النشأتين مع مشاهدتكم لنظيرها؟

وقد أعاد الله سبحانه هذا المعنى وأبداه في كتابه بأوجز العبارات وأدلها وأفصحها وأقطعها للعذر وألزمها للحجة كقوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ} (١) {أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ} (٢) {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ} (٣) {عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ} (٤) {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ} (٥)، فدلهم بالنشأة الأولى على الثانية وأنهم لو تذكروا لعلموا أن لا فرق بينهما في تعلق بكل واحدة منهما وقد جمع سبحانه بين النشأتين في قوله: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} (٦) {مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} (٧) {وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَى} (٨).


(١) سورة الواقعة الآية ٥٨
(٢) سورة الواقعة الآية ٥٩
(٣) سورة الواقعة الآية ٦٠
(٤) سورة الواقعة الآية ٦١
(٥) سورة الواقعة الآية ٦٢
(٦) سورة النجم الآية ٤٥
(٧) سورة النجم الآية ٤٦
(٨) سورة النجم الآية ٤٧