للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخرى تتعلق بالعقيدة أو بالشريعة، ومن ذلك دعواهم برضى الرب بشركهم فيما حكاه سبحانه عنهم بقوله: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} (١).

قال ابن كثير رحمه الله: هذه مناظرة ذكرها الله تعالى وشبهة تشبث بها المشركون في شركهم، تحريم ما حرموا، فإن الله مطلع على ما هم فيه من الشرك والتحريم لما حرموه، وهو قادر على تغييره بأن يلهمنا الإيمان ويحول بيننا وبين الكفر، فلم يغيره فدل على أنه بمشيئته وإرادته ورضاه منا بذلك، ولهذا قالوا: {لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ} (٢)، كما في قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ} (٣)، الآية، وكذلك الآية التي في النحل مثل هذه سواء قال الله تعالى: {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} (٤)، أي بهذه الشبهة ضل من ضل قبل هؤلاء، وهي حجة داحضة باطلة؛ لأنها لو كانت صحيحة لما أذاقهم الله بأسه ودمر عليهم وأدال عليهم رسله الكرام، وأذاق المشركين من أليم الانتقام (٥).

كما كشف سبحانه كثيرا من شبه أهل الكتاب التي أثاروها


(١) سورة الأنعام الآية ١٤٨
(٢) سورة الأنعام الآية ١٤٨
(٣) سورة الزخرف الآية ٢٠
(٤) سورة الأنعام الآية ١٤٨
(٥) تفسير ابن كثير ٢/ ١٨٧ دار الفكر بيروت.