للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالبطلان والفساد، لتسويتهم غير الله به سبحانه وتكذيبهم للرسل، وإنكارهم للبعث، وغير ذلك من أسباب الكفر والضلال.

ولا ريب أن هذا البيان لفساد تلك العقائد فيه تثبيت للمؤمنين، وزعزعة لمعتقدات الكافرين، حيث لم يكن الحكم على تلك العقائد بالفساد والضلال مجردا من ذكر الأسباب.

ومن الأسباب التي ذكرت في القرآن الكريم:

١ - تقليد ومضاهاة الكافرين من قبل:

حيث ورد في القرآن الكريم ما يؤكد أن دعوى اليهود ببنوة عزير لله، ودعوى النصارى أن عيسى ابن الله - تعالى الله عما يقولون -، إنما هو مضاهاة لقول بعض من سبقهم من الكافرين، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} (١).

كما بين سبحانه أن ما يطلبه الكفار من الآيات والمعجزات إنما ساروا فيه على سيرة من سبقهم من الأمم الكافرة، فقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} (٢)، ولذا نهاهم سبحانه عن هذا المسلك المضل


(١) سورة التوبة الآية ٣٠
(٢) سورة البقرة الآية ١١٨