للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجعله قرينا للشرك به سبحانه، قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (١).

والمراد بالقول على الله بغير علم: الزعم والكذب عليه سبحانه بالقول بأنه أمر بشيء لم يأمر به حقيقة، أو نهى عن شيء لم ينه عنه، قال الطبري في تفسير الآية (٢): " وأن تقولوا إن الله أمركم بالتعري والتجرد للطواف بالبيت، وحرم عليكم كل هذه الأنعام التي حرمتموها وسيبتموها وجعلتموها وصائل وحوامي، وغير ذلك مما لا تعلمون أن الله حرمه أو أمر به أو أباحه، فتضيفوا إلى الله تحريمه وحظره والأمر به، فإن ذلك هو الذي حرمه الله عليكم ".

قال ابن القيم: " وقد حرم الله - سبحانه - القول عليه بغير علم، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها، كما في هذه الآية، حيث رتب المحرمات أربع مراتب، وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم، ثم ثلث بما هو أعظم محرما منهما وهو الشرك به سبحانه، ثم ربع مما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته، وفي دينه وشرعه.


(١) سورة الأعراف الآية ٣٣
(٢) جامع البيان ٥/ ٤٧٦.