للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢ - تفريق كلمة المسلمين وإضعاف شوكتهم على عدوهم، فالغلو الذي يترتب عليه قتال لمسلمين وتكفيرهم من أعظم أسباب الفرقة والشتات والنزاع، مما تضعف معه شوكة الأمة.

٣ - إيجاد رد فعل سيئ في واقع الأمة، فإن الغلو قد يحدث بعد التفريط كرد فعل عليه، ومعلوم أن الإرجاء نشأ في الأمة كرد فعل على غلو الخوارج.

٤ - قد يترتب عليه استحقاق العذاب والوعيد الوارد على الغلاة بالنسبة للفرد الغالي.

وقد نهى الله عز وجل أهل الكتاب عن الغلو وتقليد الأمم السابقة فيه لما له من أثر عظيم في الضلال عن الحق والانحراف عن الصراط المستقيم، فقال سبحانه: {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (١).

قال ابن كثير رحمه الله (٢): ينهى تعالى أهل الكتاب عن الغلو والإطراء، وهذا كثر قي النصارى فإنهم تجاوزوا الحد في عيسى حتى رفعوه فوق المنزلة التي أعطاه الله إياها، فنقلوه من حيز النبوة إلى أن اتخذوه إلها من دون الله يعبدونه كما يعبدونه.


(١) سورة المائدة الآية ٧٧
(٢) تفسير القرآن العظيم ١/ ٥٩٠، دار الفكر بيروت ١٤٠١ هـ.