للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالذي قال صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم (١)».

وأورد رحمه الله أقوالا أخرى في المراد بالمتشابه، أذكر منها قولا واحدا يتضح به المقصود:

وقال آخرون: المحكمات من آي الكتاب: ما لم يحتمل من التأويل غير وجه واحد، والمتشابه منها: ما احتمل من التأويل أوجها. ذكر من قال ذلك:

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثنى محمد بن جعفر بن الزبير: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ} (٢)، فيهن حجة الرب، وعصمة العباد، ودفع الخصوم والباطل، ليس لها تصريف ولا تحريف عما وضعت عليه. وأخر متشابهة في الصدق، لهن تصريف وتحريف وتأويل، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق (٣).

وقد أوضح علماء السلف عموم مجال اتباع المتشابه وأنه لا يقتصر على آيات الصفات كما قد يتوهمه من لا يعلم حقيقته،


(١) رواه البخاري، الجامع الصحيح كتاب التفسير، باب منه آيات محكمات ٥/ ١٦٦.
(٢) سورة آل عمران الآية ٧
(٣) جامع البيان ٣/ ١٧٤.