للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واضحا في انحراف كثير من الخلق عن الحق قديما وحديثا، وإذا تأملنا ما قصه الله تعالى في كتابه الكريم من أخبار الرسل وأممهم، نجد أن من أسباب انحراف بعض الأفراد والجماعات والأمم عن الحق الذي جاءت به الرسل هو الشك الذي قذفه الشيطان بنفوسهم في صدق الرسالات، ولذلك جاء هذا الكتاب الكريم بالحجج القاطعة للشك والمزيلة للريب لمن رغب في الحق، ومن ذلك أن الله عز وجل أقام الأدلة على صدق الرسل ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن هذا الكتاب الذي جاء به إنما هو تنزيل من حكيم حميد، وتحداهم بما يزيل الشك والريب من قلوبهم فقال سبحانه: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (١)

إن الريب ضد الطمأنينة واليقين فهو قلق واضطراب وانزعاج كما أن اليقين والطمأنينة ثبات واستقرار ولذلك نجد المرتاب يتشكك في كل شيء أتى به الوحي، كما يتضح ذلك من القرآن الكريم، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا} (٢)


(١) سورة البقرة الآية ٢٣
(٢) سورة البقرة الآية ٢٦