والمعنى: أن من في قلبه مرض وعمي قلبه عن المراد بذلك فيقول: ماذا أراد الله بهذا مثلا، وهذا حال القلوب عند ورود الحق المنزل عليها: قلب يفتتن به كفرا وجحودا، وقلب يزداد به إيمانا وتصديقا، وقلب يتيقنة فتقوم عليه به الحجة، وقلب يوجب له حيرة وعمى فلا يدري ما يراد به (١)
ولقد أدرك أعداء هذا الدين من اليهود خاصة أثر الشكوك والشبهات على الإيمان، فكانوا يقومون بإثارة الشبه والشكوك حول ما ينزل من الوحي ما أمكنهم ذلك، فكانوا يتخذون من نسخ بعض الأوامر والتكاليف وتغييرها وفق مقتضيات النشأة الإسلامية الجديدة ذريعة للتشكيك في مصدر هذه الأوامر والتكاليف ويقولون لله لو كانت من عند الله ما نسخت ولا صدر أمر جديد يلغي أو يعدل أمرا سابقا.
غير أن هذه المحاولة لم تؤت ما سعى إليه أولئك الأعداء، لأن الله تعالى كشف تلك المحاولة، وأبطل سعيهم، وثبت المؤمنين على دينهم.
(١) ابن القيم، إغاثة اللهفان ١ - ١٥، دار المعرفة بيروت ١٣٩٥.