للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الربوبية، وإنما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا النهي في أكثر من موضع ومقام لما علمه في هذا الإطراء من وسيلة وطريق للغلو.

٢ - ونهى أن يصلى إلى القبر، أو يتخذ مسجدا، أو عيدا، أو يوقد عليه سراج.

٣ - نهيه صلى الله عليه وسلم عن طلب الحق من المصادر المخالفة:

ومن جهة أخرى فربما أمكن القول بأن نهي الرسول للصحابة عن النظر في كتب اليهود خاصة كان سببا في وحدة مصادر التلقي مما يؤدي إلى سلامة الفكر والثبات على الحق، فقد روى الإمام أحمد في مسنده عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى بيد عمر بن الخطاب ورقة من التوراة فقال: «أمتهوكون يا ابن الخطاب لقد جئتكم بها بيضاء نقية لو كان موسى حيا ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم (١)».

ويمكن القول من جهة أخرى إن ضعف إسناد هذا الحديث يضعف النتيجة المستفادة منه، وأن صحة المعتقد وسلامة الفكر لدى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس مردها إلى منع الاطلاع على كتب الأديان الأخرى وغيرها من مصادر الفكر والثقافة، بقدر ما هو الحصانة الذاتية للصحابة رضي الله عنهم الناتجة عن قوة تربيتهم


(١) مسند الإمام أحمد بتحقيق شعيب الأرناؤوط وآخرين ٢٣/ ٣٤٩، وإسناده ضعيف لضعف مجالد بن سعيد راويه عن الشعبي.