للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على العقيدة الصحيحة وتمسكهم الثابت بها، بدليل وجود فئات أخرى في المجتمع المدني منحرفة الفكر فاسدة التدين، وهي فئة المنافقين، أظهرت الإسلام نفاقا وخوفا، وتقربت من الكفار ووالتهم وسمعت منهم الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى عن المنافقين ولائهم للكفار: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} (١) كما أن شبهات أهل الكتاب والمشركين كانت تتردد في مجتمع المدينة ولذا جاء الرد عليها في القرآن الكريم، وكان هناك من يستمع لها ويتلقاها، كما قال تعالى: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} (٢).

٤ - حرصه على قتل المرتد كما في قصة عبد الله بن أبي السرح. قال ابن القيم: وفيها من الفقه جواز قتل المرتد الذي تغلظت ردته من غير استتابة «فإن عبد الله بن سعد بن أبي سرح كان قد أسلم وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله، ثم ارتد ولحق بمكة، فلما كان يوم الفتح أتى به عثمان بن عفان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعه فأمسك عنه طويلا ثم بايعه، وقال: إنما أمسكت عنه ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه، فقال له رجل: هلا أومأت إلي يا رسول الله، فقال: ما ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين (٣)». فهذا كان قد تغلظ كفره بردته بعد إيمانه وهجرته وكتابة الوحي،


(١) سورة المائدة الآية ٥٢
(٢) سورة التوبة الآية ٤٧
(٣) سنن النسائي تحريم الدم (٤٠٦٧)، سنن أبي داود الجهاد (٢٦٨٣).